كيف نغيّر مفهوم الفشل لدى الطفل؟

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي تشكّل أساساً لتكوين شخصية الإنسان وتحديد طريقه نحو التفكير والتصرف. يعتبر مفهوم الفشل من بين التحديات التي قد يواجهها الأطفال خلال هذه المرحلة. 

ينظر الطّفل إلى الفشل عادةً على أنّه شيء سلبي يجب تجنّبه بأي ثمن لأنّه يرتبط بنظرة استنقاص من محيطه و الّتي تأثّر في احترامه لذاته. فيضلّ يتخبّط بين مشاعر الخوف و الإحساس بالذّنب. ممّا يؤدّي الى تراجع مردوده و إصراره في العمل. 

لذلك من المهم فهم كيف نغير إدراكه لهذا المفهوم إلى فرصة للتّعلم والتّطور الشخصي. و للآباء والمعلمين دور فعّال في هذه المهمّة:

 * يجب أن يكون التركيز على المجهود والمحاولة، وليس فقط على النتيجة النهائية.

* تشجيع الأطفال على النظر إلى الفشل كخطوة جديدة على سلّم التعلم نكتشف من خلالها النقاط التي يجب دعمها في المرحلة القادمة.

* نشارك معه قصصا، من تجاربنا و تجارب أناس ناجحين، عن المحاولات المتكررة في سبيل النّجاح، ليفهم من خلالها أنّه ليس الوحيد الّذي مرّ بهذه التجربة و أنها محطّة لا مفرّ منها في سبيل تحقيق نتائج أفضل. فيتعلم أن الفشل هو جزء في رحلته نحو النجاح.

* نذكّره بنجاحاته السّابقة و بنقاط قوّته الّتي يعتمد عليها لتحقيق هذا النّجاح.

 * تعزيز مهرات الاستقلالية والمرونة. عندما يتمكن الطفل من التعامل مع التحديات والفشل بروح من الاستعداد للتعلم، يصبح لديه قدرة أكبر على التكيف مع المواقف الصعبة وتجاوزها.

* التركيز على العمل الجماعي والتعاون. عندما يشعر الطفل بالدعم والتشجيع من الآخرين، يمكنه تجاوز المشاعر السلبيّة بشكل أفضل وبنّاء. 

* و الشيء الأهم هو أن لا نسقط عليه أحكاما و لا على مشاعره. نستقبل مشاعره بكلّ تفهم ثمّ ندعوه الى التّفكير في خطّة جديدة للمستقبل لتحريره من مشاعر الحزن و الإحساس بالذّنب على الماضي.

إن تغيير إدراك الطفل لمفهوم الفشل يعتمد على تواصل فعّال، بينه و بين المربّي، مبنيّ على الإصغاء و تفهّم المشاعر و خال من الأحكام

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments